كلنا نعلم جيداً ان التعليم في مصر به الكثير والكثير من الثغرات والأخفاقات .... وغيرها إلخ من المشاكل وعليه ؛ نجد قصوراً نحو نظره الطلاب والباحثين والباحثات عامه في المواد الأدبية وخاصة في مادة وعلم (التاريخ) .
علي أنه ماده حفظ (قصص ، حكايات ، روايات ، عبرات وقطع إنشائية) وللأسف الشديد أن ما يساعد علي ترسيخ ذلك المفهموم في عقول الطلاب والباحثين ،،، (المناهج الدراسية نفسها ، والأساتذه الكرام القائمين علي تدريس هذه الماده) سواء في المدارس ، المعاهد ، الجامعات .
حيث يؤكدون علي أن الطالب والباحث المتميز والمتفوق في علم التاريخ هو الذي يستطيع ان يحفظ ويسترسل المعلومات التاريخية بسهولة ويسر .
وعليه ...؛ تجد الكثير من المعلمين والأساتذه والمعيدين والدكاترة في علم التاريخ (الحافظين ، الناقلين ، المسترسلين ، القصاصين ، الروائيين ، المؤلفين) .
فهذا ما أدي إلي قلة الأبداع وقلة البحث ، وقلة حب الإستطلاع ، وقلة الدراسة والتحليل والفهم ، وقلة الصبر في البحث عن المعلومة ، قلة الأعتماد علي الوثائق والمصادر (في ضؤ الأعتماد علي المراجع والبحث علي الفيس بوك) . فأصبحت الموضوعات التاريخية تتكرر ، ثم تتكر بشكل أخر تحت عنوان اخر وباسم باحث أخر وأسم مؤلف أخر ومعلومات أخري طبعاً مضلله .
وأصبح علم التاريخ (تاريخ) لا يأتي بجديد .
وهذا ما دفع فريق أخر من (الأنتهازيين ، المتملقين ، العاطلين ، المتفرغين ، وقله قليلة من الدارسين) في تشجيع مصطلح ومقولة أن الكتابه في علم التاريخ (مهنه من لا مهنه له) . فأصبحوا يكتبون ، وينشرون . الكتب (المراجع) ، والمقالات ، والأخبار ، وايضاً تجد المذكرات الشخصية لشخصيات (من وحي الخيال ) . (والناس تصدق)
فإن أخطر أنواع الكلمة : - (هي الكلمة المكتوبه) حيث يصدقها القارئ علي الرغم من علمة بأنها ليست صحيحة أو مبتوره ولكن الأنطباع الأول للشيء المكتوب .
ولهذا أعرض كي أذكر نفسي (قبل كل شيء) وأياكم ....
(الصفات الواجب توافرها في الباحث العلمي بشكل عام)
(الصفات الواجب توافرها في المؤرخ)
أولاً : - بالنسبة لشخصية الباحث العلمي .
ثانياً : - الصفات الواجب توافرها في المؤرخ .
فإن التاريخ لا يدرس عفواً ولا يكتب اعتباطاً، وليس كل من يحاول الكتابة فى
التاريخ يصبح مؤرخاً، كما يتصور بعض الناس ، أو كما يتخيل بعض الكتاب ،
حينما يسطرون صفحات طويلة عن حوادث ماضية أو معاصرة ، ويعتقدون بذلك أنهم
يكتيون تاريخاً ، ما داموا قد مسكوا بالقلم والقرطاس ، ودارت لهم المطابع ،
وملأت كتاباتهم رفوف المكتبات ! فلابد من أن يتوفر فى المؤرخ الصفات
الضرورية وأن تتحقق له الظروف التى تجعله قادراً على دراسة التاريخ وكتابته
.
فمن الصفات الواجب توافرها فى المؤرخ _كما فى غيره من الدارسين_ الاتى: -
فمن الصفات الواجب توافرها فى المؤرخ _كما فى غيره من الدارسين_ الاتى: -
- أن يكون محباً للدرس جلداً صبوراً، فلا تمنعه وعورة البحث ولا المصاعب والعقبات عن مواصلة العمل ، ولا توقفه ندرة المصادر، ولا يصرفه عن عمله غموض الوقائع والحقائق التاريخية واختلاطها أو اضطرابها.
- ينبغى عليه أن يقضى الشهور والسنوات وهو يعمل ويرتحل من بلد لآخر ، فى وطنه وفى كل مكان يمكن أن يعثر فيه على ما يفيده .
- ينبغى عليه ألا يتسرع أو يقتضب تعجيلاً لنيل منفعة، لأن هذا سيكون على حساب العلم والحقيقة التاريخية
- على المؤرخ أن يكون أميناً مخلصاً، فلا يكذب ، ولا ينتحل ، ولا ينافق أصحاب الجاه والسلطان ، ولا يخفى الوقائع والحقائق التى قد لا يعرفها غيره فى بعض الأحيان ، والتى قد لا ترضيه أو ترضى قومه، ومن يخرج عن ذلك لا يمكن أن يعد مؤرخا. ولا ريب أن الكشف عن عيوب الماضى وأخطائه تفيد إلى حد كبير فى السعى إلى تجنب عوامل الخطأ فى الحاضر، وعدم الكشف عنها يعد تضليلاً وبعداَ عن التبصر والمصلحةالوطنية. وقد يكون إخفاء الحقيقة التاريخية عملاً وطنياً فى بعض الظروف ، كما تفعل كل الأمم ، ولكن لابد من ظهور الحقيقة بعد زوال الضرورة التى دعت لإخفائها، حتى يمكن استخلاص أكبر قسط من الحقيقة التاريخية .ولا يمكن أن يكتب التاريخ بغير التوصل إلى الحقيقة الصحيحة .
- ويلزم للمؤرخ أن تتوفر له ملكة النقد ، فلا يجوز له ان يقبل كل كلام أو يصدق كل وثيقة أو مصدر بغير الدرس والفحص والأستقراء ، فيأخد الصدق أو أقرب ما يكون اليه، ويطرح جانباً ما ليس ذلك .واذا فقد المؤرخ ملكة التقد سقطت عنه صفته، وأصبح مجرد شخص يحكى كل ما يبلغه على انه حقيقة واقعة . وليس بهذا يدرس أو يكتب التاريخ .
- من الضرورى للمؤرخ أن يكون بعيداً عن حب الشهوة والظهور ، وألا يحفل بالكسب والألقاب والجاه والمناصب ، وأن يكرس نفسه لعمله العلمى فى صمت وسكون .
- من الضرورى للمؤرخ أن يكون _كغيره من رجال العلم _ ذا عقل واع مرتب منظم ، لكى يستطيع أن يميز بجلاء بين الحوادث ، وينسق أنواع الحقائق ، ويفيد بها فى الوضع المناسب .
- ومن الصفات الأساسية فى المؤرخ عدم التحيز . فعليه أن يحررنفسه بقدر المستطاع من الميل والإعجاب لعصر خاص أو لناحية تاريخية معينة .
- وينبغى للمؤرخ أن يكون صاحب إحساس وذوق وعاطفة وتسامح وخيال ،بالقدر الذى يتيح له أن يدرك آراءالغير ونوازع الآخرين . وبذلك يمكنه أن يتلمس أخبار الاسكندر، وقيصر ، وعمر بن الخطاب ، وصلاح الدين الايوبى ، وابن رشد ، وميكل أنجلو ، وباخ ، ولويس الرابع عشر ، ونابليون ،ونلسون ، ومحمد على ، واحمد عرابى .....إلخ وغيرهم من (شخصيات صنعوا التاريخ)
هذه هى الصفات الاساسية الواجب توافرها فى المؤرخ .